30 - 06 - 2024

وجهة نظري| حياة كريمة

وجهة نظري| حياة كريمة

من منا لايحلم بحياة كريمة! لكن هل تتفق سمات تلك الحياة التى ينشدها المواطن مع ذلك الشعار الذى أطلقه النظام وتبنته الحكومة!

حلم البسطاء بحياة كريمة أشبه بحالهم.. لقيمات تسد البطون الجائعة، وسكن يأوى أجسادهم المتعبة، وستر يحفظ ماء الوجه ويغنى عن شر السؤال والاحتياج ويجنب انكسار مذلة الدين.

لكن يبدو أن بساطة الأحلام لاتشفع لأصحابها ليصبح تحقيقها عصيا لايبدو أقرب لصبر أيوب، وإنما أشبه لعشم إبليس فى الجنة.

صارت الشكوى من ضيق ذات اليد هم كل أسرة.. وما اجتمع مصريان إلا وكان شبح الغلاء ثالثهما.. يتحايل الجميع بكل ما أوتى بقوة لمواجهة تلك الأزمة.. تتفنن الزوجات فى حذف كثير من قوائم الطلبات والاحتياجات التى كانت يوما أساسية لتقتصر على أقل القليل، ويتحايل الأزواج بشتى الطرق لتلبية طلبات الأولاد حتى وإن كانت على حساب احتياجاتهم الملحة والتى توارت لذيل قائمة الأولويات، حتى كادت تختفى عن عمد وتحت ضغوط لا ترحم.

على هامش الحياة أصبحت تعيش ملايين الأسر المصرية.. فقراء ازدادوا فقرا، ومنتمون لطبقة متوسطة انحدروا للطبقة الأدنى، ووجهاء من الطبقة العليا ضاق بهم العيش وتخلوا عن كثير من مظاهره الرغدة، وعانوا من تدبير أبسط احتياجاتهم الأساسية ..

يدغدغ الشعار البراق مشاعر الجميع، يتراءى أمام أعينهم حلم الحياة الكريمة.. تشتاق أرواحهم لسكينة تلك الحياة.. يلقون وراء ظهورهم سنوات العذاب والشقاء، حيث الجرى اللاهث وراء لقمة العيش الشحيحة، والعقل الشارد لتدبير ميزانية البيت المختلة دوما بفعل الغلاء، والوجوه العابسة بفعل ضغوط تدبير احتياجات فلذات الأكباد وعمل المستحيل لتلبية طلباتهم.

ما أحوجنا لتلك الحياة الهادئة اليسيرة، لانحسب فيها قدر العجز بين دخولنا المحدودة وتكاليف معيشتنا الصعبة.. لا نحمل هما لتدبير وجبات ثلاثة ولا تشغلنا فاتورة كهرباء تصعق بأرقامها الفلكية عقولنا، ولا تؤرقنا فاتورة غاز تشعل فى نفوسنا حريق العجز عن السداد، ولا تخيفنا أقساط مدارس تحرق بلهيبها كل ما تبقى لنا من مشاعر وأحاسيس.. ولا يصيبنا مرض طاريء بهموم تدبير تكاليف العلاج الفلكية، فيكفينا تحمل عناء وجع الجسد الواهن، فلا تزيدها قلة الحيلة والعجز عن تدبير ثمن الشفاء والإبراء.

من حقنا أن نحلم بحياة كريمة وفق ما نحتاج ونأمل ونتمنى، ويقينى أن حلمنا ليس عصيا على التحقيق، فقط  لو توفرت الإرادة وسعى الشعب بقوة لتلك الحياة.  
-------------------------
بقلم: هالة فؤاد



مقالات اخرى للكاتب

وجهة نظري | إنسانية اللا عرب





اعلان